الأمن السعودي والتركي- يقظة استباقية في مكافحة الإرهاب.

المؤلف: علي محمد الرابغي08.15.2025
الأمن السعودي والتركي- يقظة استباقية في مكافحة الإرهاب.

أزعم بثقة راسخة ويقين قاطع أن جهاز الأمن السعودي قد أظهر تفوقًا ملحوظًا وانتصارًا ساحقًا في مواجهة الإرهاب، ممَّا جعله يتبوأ مكانة مرموقة ويصعد إلى ذروة التميُّز. هذا التفوق يرجع إلى الكفاءات العالية التي يتمتع بها أفراده وقادته، الذين ينتشرون في جميع أنحاء المملكة، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب. إنَّ تعامل المملكة المبكر مع الإرهاب قد أتاح لها اكتساب تجربة عميقة ومعرفة متقدمة، مكّنتها من إفشال جميع محاولات التلاعب والتضليل التي يقوم بها أولئك المنحرفون من أبناء الوطن العاقين، الذين تجرَّدوا من كل القيم والأخلاق. عندما يشاهد المرء جثث هؤلاء الأوغاد ممزقة ومبعثرة ومشوهة، يكاد لا يصدق كيف استهانوا بأنفسهم الزهيدة وانحرفوا عن طريق الحق، لينغمسوا في أوحال الرذيلة والشر.

الاستباقية الأمنية السعودية تتجلى في آخر عملياتها يوم السبت الماضي:

لقد أذهل الأمن السعودي الجميع بقدراته الاستباقية المتميزة، التي مكّنته من استباق الجريمة قبل وقوعها، ممَّا أسهم في تقليل الخسائر بين المواطنين الأبرياء، الذين هم أثمن بكثير من تلك الفئة الضالة التي باعت نفسها للشيطان وأعوانه. لقد باغت رجال الأمن هؤلاء المجرمين في مخابئهم، ممَّا دفعهم إلى تفجير أنفسهم خوفًا من مواجهة العدالة والحقيقة، في تصرُّف أرعن لا يمكن وصفه إلا بالشيطاني والصبياني. وفي المقابل، نجحت قوات الأمن في إحباط العملية الثانية، وتمكنت من القبض على رأس الشر، حسام، والمرأة الباكستانية التي كانت برفقته، دون وقوع أي خسائر. إنَّ كل هذه الإنجازات تُعزِّز الثقة في رجال الأمن، الذين هم العيون الساهرة التي لا تنام. فلا نامت أعين الجبناء! وكل مواطن مدين بالفضل والشكر لهؤلاء الأبطال الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن ومواطنيه. فتحية إجلال وإكبار لهؤلاء الأشاوس، حفظهم الله ووقاهم ووطننا الغالي من شرور الأشرار. إنَّ تلك الإنجازات الأمنية الاستباقية التي تسجلها وزارة الداخلية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على يقظة رجال الأمن واحترافية تعاملهم مع كل الأحداث، وذلك تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف. هذه الإنجازات تجسد الضربات القاصمة التي توجهها الدولة إلى أوكار العدوان والتخريب التي ينتهجها أصحاب الفكر الضال.

القبض على إرهابي رأس السنة:

لقد سجَّل الأمن التركي تميُّزًا لافتًا ومشهودًا، يستحق كل الشكر والتقدير، من خلال تعقبه للمجرم الأوزبكي عبدالقادر ماشاريبوف، الذي حوَّل الفرح والسرور والاطمئنان إلى جحيم ورعب ودماء وأشلاء. لقد استُقبل خبر القبض على هذا المجرم بابتهاج عارم من المواطنين في تركيا والسعودية والعراق ولبنان والمغرب، وفي كل مكان سقط فيه ضحايا على يد هذا السفاح. فبعد فترة عصيبة من التخفي، حبست فيها الأنفاس وتصاعدت مشاعر الغضب والكراهية تجاه هذا المجرم الذي أزهق أرواحًا بريئة عمدًا وعدوانًا وتعديًا على النفس التي حرَّمها الله. لقد ارتكب هذا المجرم فعلته ببرود أعصاب وجمود رهيب، ممَّا يدل على انعدام إيمانه وتجرُّده من إنسانيته، وهربه من واقعه إلى عالم الظلمات. لهذا، صفَّق الجميع للأمن التركي وأعربوا عن انتظارهم لتحقيق العدالة الناجزة. ولكن يبدو أنَّ الحرص على إجراء تحقيق شامل وكامل، ومعرفة الجهات التي تقف وراءه، قد دفع المسؤولين إلى التروي والتمهُّل، حتى يتم الوصول إلى الحقيقة كاملة. فمن المؤكد أنَّ هناك مخططين يقفون وراءه، وهم الذين دفعوه إلى ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة. ومن الدلائل القاطعة على وجود شبكة متورطة في التخطيط لزعزعة الأمن في تركيا والإضرار بالاقتصاد التركي من خلال إخافة السياح، الذين يمثلون جزءًا مهمًا من مصادر الدخل القومي، المبالغ الطائلة التي عُثر عليها بحوزة المجرم، والتي تُعدُّ دليلًا دامغًا على أنَّ هناك عقولًا خبيثة تستخدم أمثال هؤلاء المغرَّر بهم في تنفيذ العمليات الإرهابية.

الطفل الصغير وما ذنبه:

إنَّ اصطحاب هذا المجرم لطفله، الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره، معه، وتربيته في بيئة مليئة بالرعب والجريمة، يُعدُّ من أبرز الدلائل على انحرافه النفسي والخلل الذي يعتري شخصيته. ولعلَّه أراد أن يُظهر من خلال هذا الفعل انعدام إحساسه وإنسانيته، وأنه يخضع لسيطرة جهات أخرى قامت بغسل دماغه وتغييب وعيه. لقد كانت تلك الجريمة المأساوية التي ارتُكبت ليلة رأس السنة جريمة فريدة من نوعها لم يشهد التاريخ مثيلاً لها. ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبي الله ونعم الوكيل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة